المسألة الثانية عشرة [استطراد في السمع والبصر]
  في قوله: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ ١}[الحجر] وفي أخرى: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ ١}(١) [الحجر: ١].
  وأما قوله: بأنه كان في الأنبياء $ من هو أعمى، ففيه نظر فإن الذي عليه المعتزلة الاتفاق على أنه لا يجوز من الله تعالى أن يبعث نبياً إلا معصوماً عن المنفرات من القبول منه، وجعل منها الإمام المهدي # ذهاب البصر أو السمع، وأما ابتلاء بعضهم بالعمى، فقال #: إن امتناع هذه العلل في حق النبي إنما يكون في أوائل بعثته، فأما بعد أن بلغ الرسالة، وأظهر المعجز على يده، واستقر في قلوب أمته صدقه فلا يبعد جواز أنواع البلاوي على النبي بعد ذلك.
  قلت: والظاهر أن وقوع العمى بمن وقع به منهم ليس إلا بعد البعثة، وثبوت النبوة، كما في يعقوب #، وظاهر كلام الإمام المهدي # جواز الصمم عليهم بعد ذلك، فلا يكون استمرار السلامة منه شرطاً في النبوة، فلا يدل على التفضيل. والله أعلم.
المسألة الثانية عشرة [استطراد في السمع والبصر]
  اعلم أن تشبيه قلوب الكفار، وأسماعهم في عدم قبول الحق، والإصغاء إليه بالأشياء المختوم عليها، وأبصارهم لعدم الانتفاع بها في باب الهداية بالأبصار التي عليها غشاوة، يدل على أنه لا يتوصل
(١) هكذا ذكر المؤلف في الأصل وهي تكرار للآية السابقة، ولعله يريد ذكر قوله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ}[الرعد: ١].