مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة السابعة عشر المتعلقة بقول الله تعالى: {الحمد لله رب العالمين 2}: أنواع العالم

صفحة 752 - الجزء 2

الفصل الأول في الجسم

  والكلام فيه يقع في ثلاثة مواضع: الأول: في حقيقته، الثاني: في تماثل الأجسام، الثالث: في كونه غير مقدور للعباد.

الموضع الأول: في حقيقته

  قال الإمام (أحمد بن سليمان) #: الجسم سمي جسماً لطوله وعرضه وعمقه، والعرب تسمي ما زاد في الطول والعرض والعمق جسيماً، فيقولون: فرسي جسيم، وأجسم من فرس فلان، أي: أنه بالغ في ما له سمي جسما، وهو هذه الثلاثة، واستدل على ذلك بقوله تعالى: {وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ}⁣[البقرة: ٢٤٧]، وقول الشاعر:

  وقد علم الحي من عامر ... بأن لنا ذروة الأجسم

  ثم ذكر أن علامات الجسم أن يكون طويلاً، عريضاً، عميقاً، محدودا بالجهات الست التي هي فوق وتحت، وقدام، وخلف ويمين وشمال.

  قال #: فما كان بهذه الصفات فهو جسم، وما لم يكن بهذه الصفات فهو عرض، ولا واسطة. وهذا هو ظاهر مذهب القدماء من آل محمد $، كما تفيده حكاية السيد حميدان والشرفي عن أئمة العترة $.