المسألة العاشرة [المراد بإقامة الصلاة]
  وقال بعض الشيعة: المراد بالغيب المهدي المنتظر.
  قلت: هو مما غاب عن الحاسة، وقد قام عليه الدليل، فهو داخل في جملة ما تقدم، ولا وجه لقصر الآية عليه.
المسألة العاشرة [المراد بإقامة الصلاة]
  إقامة الصلاة عبارة عن أدائها، عبر عنه بالإقامة؛ لأن القيام بعض أركانها كما عبر عنها بالقنوت، وهو القيام، وبالركوع والسجود والتسبيح لوجودها فيها. وقيل: أراد تعديل أركانها، وحفظها من أن يقع في شيء من فرائضها وسننها وآدابها خلل، من أقام العود إذا قومه وعدله. وقيل: الدوام عليها والمحافظة عليها كما قال تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ٢٣}[المعارج] {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ٣٤}[المعارج] من قامت السوق إذا نفقت، وأقمتها إذا جعلتها نافقة؛ لأنه إذا حوفظ عليها كانت كالشيء النافق الذي تتوجه إليه الرغبات، ويتنافس فيه المحصلون، وإذا عطلت وأضيعت كانت كالشيء الكاسد الذي لا يرغب فيه. وقيل: بل عبارة عن التجلد والتشمير لأدائها من غير فتور ولا توان، من قولهم: قام بالأمر وأقامه إذا جد فيه واجتهد.
  قال الرازي: والأولى حمل الكلام على ما يحصل معه الثناء العظيم، وذلك لا يحصل إلا إذا حملنا الإقامة على إدامة فعل من غير خلل في شرائطها؛ ولذلك فإن القيم بأرزاق الجند إنما يوصف بكونه