مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة السابعة [وجوب النظر]

صفحة 2087 - الجزء 4

فائدة [التعليق على ما روي عن الإمام القاسم في جواز التقليد]

  اعلم: أن من أصحابنا من أبطل ماروي عن القاسم بن إبراهيم # من جواز تقليد المحق؛ لأن نصوصه # في كتبه تقضي بخلافه، وأنه لا يعرف الحق إلا بالنظر من ذلك ما ذكره في كتاب الدليل الكبير بأن معرفة الله تعالى لا تحصل إلا من طريقتين:

  إحداهما: ما ظهر من الأشياء من آثار الحكمة المتقنة التي لا تكون إلا من مؤثر متقن.

  والثانية: طريقة خلافه للأشياء كلها، فإن العقول تعلم ضرورة أن لكل محسوس ومعقول مما خلقه الله خلافاً متيقناً معلوماً، وذلك الخلاف هو الله تعالى؛ لأن الخلاف الذي بينه وبين الأشياء كلها فروعها وأصولها لا يوصف به إلا الله تعالى، قال: وهي الصفة التي لا يشاركه فيها مشارك، ولا يملكها عليه مالك، لأنه وإن وقع بين الأشياء اختلاف في بعض الصفات فقد تتوافق في صفات أخرى، فإن المحسوسين إذا اختلفا في لون، أو طعم اتفقا في ما لهما من حدود الجسم، وكذلك يقال في المعقولين إذا اختلفا من فعل أوهمة اتفقا فيما يعقل من أصولهما كالملائكة، والإنس والشياطين التي أصولها في النفسانية متفقة فهممها وأفعالها مختلفة، فهمم الملائكة الإحسان والتسبيح، وهمم الشياطين الطغيان والقبيح، وَهِمَمُ نفوس الإنس مختلفة فتحسن تارة وتسيء أخرى، ثم قال: ولا بُدَّ من النظر لمن أراد يقين المعرفة بالله في تصحيح كل ما وصفنا في معرفة الله ليأتي معرفة الله تعالى من بابها، وليسلم بذلك من شكوك النفس وارتيابها فإنه لن