مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الخامسة [عدم الاغترار بالمظاهر]

صفحة 1743 - الجزء 3

  قال في شرح الفصول: إلا أن يعرف منه أنه ضبط ذلك الحديث بخصوصه.

فائدة: [في أذان المجهول]

  قال في الجوهرة: قد أجري هذا الاسم - يعني اسم المجهول - على من لم يعرف بمخالطة العلماء والأخذ عنهم، وغشيان مجالسهم، وهذا عندنا لا يقدح في خبره؛ لأنه لا يسقط عدالته، ولا يبطل أمانته، فجاز العمل على روايته.

  (فرع): في أذان المجهول هل يجزي، أم لا؟ والمسألة مبنية على أنه هل شرع للإعلام بدخول الوقت، أم لا؟ والذي يؤخذ من معناه لغة وشرعاً: أنه إخبار بدخول الوقت.

  قال النووي: الأذان لغة: الإعلام، ومثله في شرح الأزهار، وقال الراغب: المؤذن كل من يعلم بشيء نداء. وأما في الشرع فقال في البحر: هو الإعلام بدخول وقت الصلاة بألفاظ مخصوصة، وهذا يدل على أنه يعتبر فيه ما يعتبر في غيره من الأخبار من العدالة وغيرها، والمجهول غير معلوم العدالة فلا يقبل إعلامه بدخول الوقت، ويؤيده إجماع الأمة على أنه لا يجزي أذان كافر التصريح، ولا غير المميز، ولا يؤمن في المجهول أن يكون أحدهما. واختلف العلماء في أذان الفاسق، فقال أهل المذهب: لا يجزي؛ لما في البحر عن النبي ÷: «يؤذن لكم خياركم» وأخرجه أبو داود بلفظ: «ليؤذن لكم خياركم، وليؤمكم أقرؤكم». وقال الإمام الحسن بن يحيى القاسمي،