[العلاقة بين الصراط الأول والثاني]
  [قوله تعالى: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}]
[العلاقة بين الصراط الأول والثاني]
  قوله تعالى: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} بدل من الأول وفائدته التأكيد، قال الزمخشري: لما فيه من التثنية والتكرير والإشعار بأن الصراط المستقيم بيانه وتفسيره صراط المسلمين ليكون ذلك شهادة الصراط المسلمين بالاستقامة على أبلغ وجه واكده، كما تقول: هل أدلك على أكرم الناس وأفضلهم؟ فلان، فيكون ذلك أبلغ في وصفه بالكرم والفضل من قولك: هل أدلك على فلان الأكرم الأفضل؟ لأنك ثنيت ذكره مجملاً أولاً ومفصلاً ثانيا، وأوقعت فلانا تفسيرا وإيضاحاً للأكرم الأفضل فجعلته علمًا في الكرم والفضل، فكأنك قلت: من أراد رجلاً جامعا للخصلتين فعليه بفلان فهو الشخص المعين لاجتماعهما فيه غير مدافع ولا منازع.
  واختلف في المراد بالمنعم عليهم، فقال زيد بن علي، وروي عن ابن عباس: هم النبيئون، والصديقون، والشهداء، والصالحون، وهو محكي عن جمهور المفسرين انتزعوا ذلك من آية النساء، ويشهد له قوله قبلها: {وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ٦٨}[النساء]. وقال الزمخشري وأتباعه: هم المؤمنون.