المسألة السابعة عشرة [في اليقين]
المسألة السابعة عشرة [في اليقين]
  اليقين: هو العلم بالشيء بعد أن كان شاكاً فيه، ولذلك لا يقال: تيقنت وجود نفسي، ولا أن السماء فوقي؛ لأن العلم بذلك غير مستدرك، وإنما يقال ذلك في العلم الحادث بالأمور، سواء كان ضرورياً أو استدلالياً، ولذلك لا يوصف الله تعالى بأنه يتيقن الأشياء؛ لأنه يفيد حصول العلم بعد الشك.
  واعلم أن اليقين مقام جليل ولو لم يكن فيه إلا هذه الآية الكريمة؛ ألا ترى أنه جعله من صفات المتقين، ورتب على ذلك الفلاح.
  وقال علي #: (ألا وبالتقوى تقطع حُمَة الخطايا، وباليقين تدرك الغاية القصوى) وفي الحديث أن النبي ÷ قال: «يا علي، إن من اليقين أن لا ترضي أحداً بسخط الله، ولا تحمد أحداً على ما آتاك الله، ولا تذم أحداً على ما لم يؤتك الله، فإن الرزق لا يجره حرص حريص، ولا تصرفه كراهة كاره، إن الله بحكمته وفضله جعل الروح والفرح في الرضا واليقين، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط» رواه علي #، وروي أن النبي ÷ قال لابن مسعود نحوه.
  وعن ابن مسعود قال رسول الله ÷: «الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله» وروي موقوفاً، وذكر للنبي ÷ ما يقال عن عيسى بن مريم أنه مشى على الماء، فقال: «لو ازداد يقيناً لمشى على الهواء».