مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

الموضع الثالث في شبه الخصوم [في مسألة الخروج من النار]

صفحة 3907 - الجزء 6

  وهذا ما تيسر تحصيله من الأخبار في دخول أصحاب الكبائر النار، ولم نستقص ما ورد من الوعيد في المعاصي التي ذكرناها، ولا أتينا على كل معصية متوعد عليها، وفيما ذكرنا كفاية، وقد فتحنا الباب لمن أراد الاستقصاء من الأصحاب، وعسى أن يقيض الله من يتصدى لذلك المقصد الصالح، والمتجر الرابح؛ ونسأل الله التوفيق وحسن الخاتمة.

الموضع الثالث في شبه الخصوم [في مسألة الخروج من النار]

  اعلم أن لهم شبهًا عقلية ونقلية، النقلية ستأتي، وقد تقدم شيء منها في مسألة الشفاعة وغيرها، وأما العقلية فمنها: ما قد تضمنته المسألة الثالثة عشرة من مسائل قوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ ...}⁣[البقرة: ٦] الآية، كاستنادهم إلى استبعاد الدوام، وتشبثهم بحسن خلف الوعيد، وعدهم إياه من فعل الكرام، وقولهم بأنه لا نفع فيه للمعاقب، ولا يحتاج إليه ذو الجلال والإكرام، وغير ذلك من ما تضمنته تلك المسألة؛ وقد استوفينا هنالك جواب كل شبهة على الوفاء والتمام.

  ومن شبههم العقلية: أنه يجوز العفو عقلًا عن العاصين، ووافقهم على ذلك من أئمة العدل البصرية، فقالوا: نقطع بأنه يجوز من الله العفو عن العصاة عقلًا، وهو اختيار السيد مانكديم، والإمام المهدي، وغيرهم.