مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الأولى [في الكلمات التي تلقاها آدم #]

صفحة 3039 - الجزء 5

  قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ٣٧}⁣[البقرة].

  قال القفال: أصل التلقي هو التعرض للقاء، ثم استعمل في استقبال الشيء الجائي، وفي قبول الشيء وأخذه ومعنى تلقي آدم الكلمات أنه استقبلها بالقبول.

  والتوبة لغة: الرجوع، قال أبو حيان فإذا عدي بعلى ضمن معنى العطف، وقال الراغب: التوبة ترك الذنب على أحمل الوجوه، وهو أبلغ وجوه الاعتذار، فإن الاعتذار على ثلاثة أوجه إما أن يقول: لم أفعل، أو يقول: فعلت لكذا، أو فعلت وأسأت وقد أقلعت، ولا رابع لذلك، وهذا الأخير هو التوبة. وفي الآية مسائل:

المسألة الأولى [في الكلمات التي تلقاها آدم #]

  اختلف في الكلمات ما هي على أقوال:

  أحدها: أنه لما كان قد أعلمه الله من أن ذريته يكون فيهم المطيع والعاصي، وأنه يقبل توبة العاصي منهم، فلما أكل الشجرة ذكر ما كان قد أعلمه الله من قبول التوبة فقالا: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا ...} الآية [الأعراف: ٢٣]، وهذا قول الهادي.