مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

الباب الثاني فيما يتعلق بجملة الفاتحة

صفحة 1158 - الجزء 2

  قال القسطلاني: وأدلة الجواز كثيرة.

  قلت: وسيأتي ذكرها في مواضعها من الآيات والسور، وكثير منها ورد في النوافل لكن الفرق يحتاج إلى دليل على أن فيما ذكرناه هنا كفاية، وقد قرأ عمر في الركعة الأولى بمائة وعشرين آية من البقرة يعني في الصبح، وقرأ ابن مسعود بأربعين آية من الأنفال.

  أخرج هذين الأثرين البخاري تعليقاً، وفي (الإحياء): أن النبي ÷ سمع بلالاً يقرأ من هاهنا وهاهنا، فسأله عن ذلك فقال: أخلط الطيب بالطيب، فقال: «أحسنت».

  وذكر في التخريج أن أبا داود أخرج بإسناد صحيح عن أبي هريرة نحوه.

الفرع الخامس [رفع الصوت بقصد الإعلام]

  لو رفع صوته بالقراءة إعلاماً لغير المار والمؤتمين بأنه في الصلاة فسدت صلاته عند الهادي وأبي حنيفة ومحمد بن الحسن، وهو المصحح للمذهب كالكلام.

  وقال الناصر والشافعي وأبو يوسف: لا؛ كإطالة الركوع انتظاراً، ولما روي أن النبي ÷ كان يتنحنح لعلي # إذا قرع عليه الباب وهو في الصلاة، رواه النسائي وابن ماجة وصححه ابن السكن، ورواه الترمذي بلفظ (سبح) وهو أصرح، وإذا جاز ذلك إعلاماً فلا فارق بينه وبين القراءة.

  وقال [المؤيد] بالله والقاضي زيد: إن قصد مجرد الإعلام أفسد، لا إن قصدهما معاً.