المسألة الثالثة: [في الشفاعة]
  ولا شفاعة ولا نصرة ولا فدية علم أنه لا ينفعه إلا الطاعة والتدارك لما فرط منه بالتوبة، هيهات، قد بطلت هنالك المحاباة، واضمحلت الرشا والجعالات، واشتغل كل امرئ بنفسه عن التوصل بالجاه والشفاعات، وارتفع التعاون والتناصر، وصار الحكم في ذلك إلى العدل الجبار القاهر الذي لا تنفع لديه وجاهة الكبراء والرؤساء، ولا تصرفه عن إمضاء حُكْمِةِ العدل.
  النصراءُ والشفعاءُ، فيجزي بالسيئة مثلها، وبالحسنة أضعافها؛ فالحذر الحذر، والعمل العمل.
المسألة الثالثة: [في الشفاعة]
  ظاهر الآية يقتضي أنه لا شفاعة في ذلك اليوم لأحد، وليست على ظاهرها لإجماع الأمة على ثبوت أصل الشفاعة المقبولة للنبي ÷ في الدار الآخرة؛ ويتعلق بالمسألة خلاف وتقسيم يطول تحصيله، يكون في مواضع:
  الأول: في حقيقة الشفاعة.
  الثاني: في بيان موضعها.
  الثالث: في الخلاف في المشفوع له.
  الرابع: في حجج أهل العدل.
  الخامس: في شبه المخالفين.