مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة السابعة [وجوب النظر]

صفحة 2083 - الجزء 4

  عن الإمام يحيى بأن اعتقادهم إذا كان مطابقاً للحق كان كافياً في السلامة، والخروج من زمرة أهل الضلال؛ بدليل أن النبي ÷ كان يقبل إسلام الأعراب مع أنهم ليسوا على يقين من علومهم، وإنما اتبعوا النبي ÷، وكبار أصحابه في المعارف الإلهية وغيرها.

  قلت: قد مرَّ في المقدمة أن النظر ليس مقصوداً لذاته، فإذا حصل للمكلف معرفة الحق من دونه فلا يحتاج إليه، فارجع إلى ما ذكرناه هنالك فإنّ فيه فوائد تتعلق بهذا الموضع، وتفصيلاً، وتوضيحاً.

[مراتب التوحيد]

  واعلم: أن للإمام يحيى كلاماً في مراتب التوحيد، ذكره في التمهيد، والشامل، وقد تضمن فوائد متعلقة بما تقدم في هذا الموضع من تضعيف بعض الأدلة، وتقوية أخرى، ورد شبهة، وتوضيح عبارة، ولنذكر هنا رواية الشامل فهي أبسط، وأوضح، فنقول:

  قال #: اعلم أن الناس بالإضافة إلى معرفته تعالى على خمس مراتب:

  الأولى: الإقرار بها باللسان من غير اعتقاد لها لا عن دلالة، ولا غيرها، بل النطق باللسان فقط، وفائدة الإقرار هو البراءة عن الشرك، وإحراز الرقبة عن القتل، وتحصين الأموال عن الأخذ إلا بحقها، ويثبت لقائلها أحكام الإسلام في الظاهر وحسابهم على الله.

  قال ابن لقمان: وهذه حال المنافقين، وقال الشرفي: لا شك في هلاك هذه الطائفة.