مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثالثة: [في أن المطيع لا يخاف ولا يحزن]

صفحة 3133 - الجزء 5

  وكل كلام ينزل على نبي؛ إذ تخصيصه بنوع معين منه ولا يثبت إلا بدليل. قال: وقد نبه بذلك على عظم نعمة الله تعالى على آدم وحواء @ فكأنه قال: وإن أهبطتكم إلى الأرض فقد أنعمت عليكم بما يردكم إلى الجنة مع الدوام الذي لا ينقطع.

المسألة الثانية: [من ثمار الطاعة الطمأنينة]

  قال الرازي: إن الله تعالى بين أن من اتبع هداه بحقه علماً وعملاً بالإقدام على ما يلزم والإحجام عما يحرم فإنه يصير إلى حال لا خوف عليه ولا حزن. وهذه الجملة مع اختصارها تجمع معاني كثيرة؛ لأنه قد دخل في الهدى الإنعام بالأدلة العقلية والشرعية، وزيادات البيان، وجميع ما لا يتم ذلك إلا به من العقل والتمكن، وجمع قوله: {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ}⁣[البقرة: ١٣٨] تأملَ الأدلة بحقها، والنظر فيها، واستنتاج المعارف منها، والعمل بها وبجميع ذلك كل التكاليف، وجمع قوله: {فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ٣٨}⁣[البقرة] جميع ما أعد الله لأوليائه؛ لأن زوال الخوف يتضمن السلامة من جميع الآفات، وزوال الحزن يقتضي الوصول إلى كل اللذات.

المسألة الثالثة: [في أن المطيع لا يخاف ولا يحزن]

  قيل: في الآية دليل على أن المكلف المطيع لا يلحقه خوف ولا حزن عند الموت، ولا في القبر ولا فيما بعدهما من أهوال البعث والقيامة، وفي ذلك خلاف، فقالت البصرية: لا يجوز اغتمام الأنبياء والمؤمنين