مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة العاشرة [استكمال النظر في النعم]

صفحة 2156 - الجزء 4

المسألة العاشرة [استكمال النظر في النعم]

  قد ذكرنا فيما مرَّ أن الله تعالى ذكر في هذه الآية خمسة أدلة؛ اثنين من الأنفس، وثلاثة من الآفاق.

  فأما الدليلان اللذان من الأنفس فقد مرَّ الكلام عليهماً، وأما دلائل الآفاق فالأول منها جعل الأرض فراشاً؛ ووجه دلالة ذلك على إثبات الصانع المختار أن جعل الأرض فراشاً من الممكنات ضرورة، فإن كل عاقل يعلم بضرورة عقله أنه لا يمتنع جعلها على صفة لا يمكن الاستقرار عليها، وما وجد مع الإمكان فلا بد من مؤثر في وجوده، وإلا لم يكن بأن يحدث بأولى من أن لا يحدث، وهذا ظاهر.

تنبيه [في كروية الأرض من عدمها]

  وقد استدل بقوله تعالى: {فِرَاشًا} على أن الأرض ليست كريَّة⁣(⁣١)، وقد اختلف في ذلك، فقال أبو هاشم، وأبو القاسم: هي كرية، وقال أبو علي: بل مسطحة لظاهر الآية. وقيل: شبه طبل. وقيل: كنصف كرة مشقوقة. وقيل: كصنوبرة.

  قال الحاكم: ولا طريق إلى القطع إلا السمع.

  قال الإمام المهدي #: بل لهم إلى كريتها طريق عقلي تحقيقه فيعلم الفلك.


(١) أي: كروية.