المسألة الثامنة عشرة: [معنى الاستعلاء في قوله: {على هدى}]
  واليقين إحدى دعائم الإيمان، قال علي #: (الإيمان على أربع دعائم: على الصبر، واليقين، والعدل، والجهاد).
  فإن قلت: فما الطريق إلى تحصيل اليقين وما حقيقته عند أهله؟
  قلت: أما الطريق إلى تحصيله فقد بينها أمير المؤمنين # في قوله: (واليقين منها - أي من دعائم الإيمان السابقة - على أربع شعب: على تبصرة الفطنة، وتأول الحكمة، وموعظة العبرة، وسنة الأولين، فمن تبصر في الفطنة تبينت له الحكمة، ومن تبينت له الحكمة عرف العبرة، ومن عرف العبرة فكأنما كان في الأولين).
  وقال سهل بن عبد الله: حرام على قلب أن يشم رائحة اليقين، وفيه شكوى إلى غير الله.
  وأما حقيقته: فقال سيد الموقنين: (اليقين هو التصديق، والتصديق هو الإقرار، والإقرار هو الأداء، والأداء هو العمل). رواه في النهج.
المسألة الثامنة عشرة: [معنى الاستعلاء في قوله: {عَلَى هُدًى}]
  معنى الاستعلاء في قوله: {عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ}[البقرة: ٥] بيان تمكنهم من الهدى واستقرارهم عليه؛ حيث شبهت حالهم بحال من اعتلى الشيء وركبه.
  قال الرازي: وتحقيق القول في كونهم على الهدى تمسكهم بموجب الدليل؛ لأن الواجب على المتمسك بالدليل أن يدوم على ذلك، ويحرسه عن المطاعن والشبه، فكأنه تعالى مدحهم بالإيمان بما نزل