مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الرابعة [شبهة الاحتجاج بالآية على نفي عذاب القبر]

صفحة 2603 - الجزء 4

  الشيعة، واعتمده أئمتنا، وقد نالت منه النواصب. قال علامة العصر: وأكثر النقل عنه ابن أبي الحديد مع تحريه في النقل.

  وأما سليمان وعبد الرحمن فيبحث عنهما إن شاء الله.

  وقال علي # بعد أن ذكر ما يقاسيه العبد عند نزول الموت عليه من الشدائد ما لفظه: (ثم حملوه إلى مخط في الأرض فأسلموه فيه إلى عمله، وانقطعوا عن زورته.) رواه في (النهج) ولا معنى له إلا أنهم أسلموه إلى جزاء عمله؛ إذ التسليم للعمل لا يتصور، ولا يترتب عليه فائدة إلا بهذا التأويل.

  الوجه الخامس: إجماع أهل البيت $ على ثبوته⁣(⁣١) كما مرَّ في الجامع الكافي.

  الوجه السادس: أنه قد نقل سماع الكلام من القبر، وسماع عذابه، نقلاً مستفيضاً، قديماً وحديثاً، حتى ادعى بعضهم تواتر ذلك الإمام المهدي بلغنا عن حي الفقيه العلامة لسان المتكلمين، حواري أهل البيت المطهرين، أحمد بن حميد الحارثي قد كثر نقل سماع عذاب القبر حتى بلغ التواتر؛ لكثرة الناقلين لسماعه من جهات شَتّى.

[الحكايات الدالة على عذاب القبر]

  قلت: وهكذا في كل زمان، فإن في كتب التواريخ والسير وغيرها من ذلك شيء كثير، ويحكى لنا في زماننا هذا حكايات متعددة،


(١) أي عذاب القبر. تمت مؤلف.