مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثالثة [دلالة صيغة الأمر المذكور في الآية على الوجوب]

صفحة 2894 - الجزء 5

  ويدل على ذلك حديث الأشباح، وما سيأتي في تفسير الكلمات التي تلقاها آدم # من ربه، ولقوله ÷: «أنا أول من تنشق عنه الأرض، وألبس حلة من حلل الجنة، ثم أقوم عن يمين العرش ليس أحد من الملائكة يقوم ذلك المقام غيري».

  وفي الحديث: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، من كان اللّه ورسوله أحب إليه مما سواهما ...» الحديث وظاهره العموم. وقد تقدم عن بعض قدماء العترة $ ما يفيد اختيارهم ذلك.

  احتج من نفى فضل الملائكة $ بأنهم مضطرون إلى أفعالهم، وهو باطل لما سيأتي.

المسألة الثالثة [دلالة صيغة الأمر المذكور في الآية على الوجوب]

  في الآية دليل على أن صيغة الأمر حقيقة في الوجوب؛ لأن اللّه تعالى ذم إبليس وحكم بكفره لعدم الامتثال، ووبخه وأنكر عليه في آية أخرى فقال: {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ}⁣[الاعراف: ١٢] وكل ذلك لا يجوز إلا على ترك الواجب؛ إذ لا تحسن مقابلة شيء من أقسام الأفعال بالذّم على الإخلال به، ووصف تاركه بالكفر والعصيان غير الواجب، ألا ترى أنه لا يحسن عند العقلاء ذم من ترك المباح كالأكل والشرب، أو المندوب لا على جهة الاستخفاف، كالوتر، وقد تقدم الخلاف في المسألة في قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ٦}⁣[الفاتحة].