مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

الموضع الثاني: في ذكر حجج أهل العدل

صفحة 209 - الجزء 1

  وقالت (المطرفية)⁣(⁣١): العباد فاعلون لكل ما لا يتعدى من أفعالهم دون المتولدات والمسببات، فإن الله فاعلها ويسمونها انفعالاً، فعلى هذا فعل العبد مقصور عليه لا يتعدى إلى غيره عندهم.

الموضع الثاني: في ذكر حجج أهل العدل

  واعلم أنهم اختلفوا هل العلم بأنا الموجدون لأفعالنا ضروري أم استدلالي، فقال (الأمير الحسين)⁣(⁣٢) # و (أبو الحسين)⁣(⁣٣)، و (ابن الملاحمي) ومن تبعهم واختاره المقبلي: العلم بذلك ضروري بديهي يعلمه حتى الصبيان، وعليه ابتناء المعاملة والمدح والذم والتعجب، وسائر الأمور المتفرعة التي لا تكون إلا مع صدور موجبها عمن مُدِح وذم وتُعُجِّب منه، والعلم بهذه الفروع ضروري فكيف بأصلها.

  قال الأمير (الحسين) #: اعلم أن كون العبد فاعلاً لتصرفاته أمر معلوم بالاضطرار لا يقدح في ثبوته الإنكار، فمنكره كمنكر كون دجلة


(١) المطرفية فرقة تدعي الانتساب إلى الزيدية، وهم أتباع مطرف بن شهاب، ولهم مخالفات، ولعدد من أئمة الزيدية مؤلفات في الردود عليهم، وإيضاح حقيقة أمرهم.

(٢) الأمير العلامة / الحسين بن بدر الدين محمد بن أحمد، شقيق الحسن بن بدر الدين ينحدر نسبه إلى الإمام الهادي، أحد علماء الزيدية الأجلاء، كثير المعرفة، واسع الإطلاع، له مؤلفات عدة من أهمها: شفاء الأوام في الفقه، التقرير لفوائد التحرير، العقد الثمين في أصول الدين، ينابيع النصيحة في العقائد الصحيحة، والذريعة في أصول الدين، وله غيرها من المؤلفات المفيدة، ولد سنة (٥٨٢ هـ)، وتوفي سنة ٦٦٢ هـ، ودفن بجوار أبيه وأخيه بهجرة رغافة مديرية مجز من أعمال محافظة صعدة وقبره مشهور مزور.

(٣) أبو الحسين: هو محمد بن علي الطيب المعتزلي، وهو من مشاهير المعتزلة، له كتاب (المعتمد) في أصول الفقه، توفي سنة ٤٣٦ هـ.