المسألة الرابعة [شبهة الاحتجاج بالآية على نفي عذاب القبر]
  فهذه الأحاديث صريحة في أنه تعاد الروح في الجسد بعد الدفن، فبعضها قد صرح فيه(١) بذلك، وبعضها هو كالصريح وهي الأحاديث التي فيها ذكر الجلوس والقعود؛ إذ لو لم يكن وقت السؤال على الهيئة التي كان عليها في الدنيا لم يكن لذكر الجلوس معنى.
  ومن كلام الوصي في ذلك قوله #: (إذا انصرف المشيع ورجع المتفجع أقعد في حفرته نجياً لبهتة السؤال، وعثرة الامتحان). رواه في النهج.
الموضع الثالث في تعيين وقته
  وقد اختلف في ذلك، فقال السيد مانكديم، وأبو علي، وأبو هاشم، وقاضي القضاة وغيرهم: لم يرد لتعيين وقته دليل، فلا يقطع به، والأخبار المفيدة لكونه عقيب الدفن أحادية لا تفيد القطع.
  وقال أبو الهذيل وبشر بن المعتمر: بل نقطع أن وقته بين النفختين، وهي النفخة التي يموت عندها كل حيوان يوم القيامة ينفخها إسرافيل في الصور، كما ورد في الأثر، والنفخة التي يحيا بها كل ميت ويبعث من في القبور. وهذا القول رواه ابن أبي الحديد عن كثير من المعتزلة قبل قاضي القضاة.
  وقال السيد مانكديم، والقرشي: من الجائز أن يكون بين النفختين. وقال قاضي القضاة: الأقرب في الأخبار أنها الأوقات المقاربة للدفن. وإن كنا لا نعينها بأعيانها.
(١) كحديث عمر وحديث البراء، تمت مؤلف. - ٢٦٢٤