المسألة الأولى [وقت الاستعاذة]
  وسوسته فيها قراءة القرآن؛ لأن من قرأ القرآن ونوي به عبادة الرحمن، وتفكر في وعده ووعيده، وآياته وبيناته ازدادت رغبته في الطاعات، ورهبته عن المحرمات، فلهذا السبب صارت قراءة القرآن من أعظم الطاعات، فلا جرم كان سعي الشيطان في الصد عنه أبلغ، وكان احتياج العبد إلى من يصونه عن شر الشيطان أشد، فلهذه الحكمة اختصت قراءة القرآن بالاستعاذة، وبهذا تم الكلام على ما يتعلق بالاستعاذة من مهمات المسائل العقلية، وما يتصل بها، وهو الموضع الأول من الموضعين الذين بني الكلام في الاستعاذة عليهما.
ما يتعلق بالاستعاذة من المسائل الفقهية
  الموضع الثاني: فيما يتعلق بالاستعاذة من المسائل الفقهية وما يتصل بذلك وفيه مسائل:
المسألة الأولى [وقت الاستعاذة]
  وقت الاستعاذة قبل القراءة عند الجمهور سواء كان في الصلاة أو خارجها، وذهب أبو هريرة، ومالك، وداود، والنخعي، ومن القراء حمزة إلى أنه بعد القراءة، وهو إحدى الروايتين عن ابن سيرين، وحكاه الخازن في تفسيره عن جماعة من الصحابة والتابعين.
  قال (أبو حيان): وهو الظاهر لظاهر الآية إذ الفاء للتعقيب، ولأن