المسألة الثالثة [دلالة هذه الآية على فساد مذهب المجبرة]
  أخْنَع: بخاء معجمة ثم نون بعدها عين مهملة أي: أوضع.
  وعنه ÷: «أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه رجل كان يسمى ملك الأملاك لا ملك إلا الله سبحانه».
المسألة الثالثة [دلالة هذه الآية على فساد مذهب المجبرة]
  قالت (العدلية): في هذه الآية رد المذهب المجبرة؛ لأنه قد دل فيها على ثبوت الجزاء على الأعمال، ولو كان هو الخالق لأعمال العباد والفاعل لها لامتنع الجزاء؛ لأن إثابتهم على غير أعمالهم عبث وعقابهم بغير ذنوبهم ظلم، وكلاهما قبيح لا يجوز من الله فعله. أجابت المجبرة بوجهين:
  أحدهما: لو لم تكن أعمالهم بتقدير الله وترجيحه لم يكن مالكا لها، ولما أجمع المسلمون على كونه مالكًا للعباد وأعمالهم علمنا أنه خالق لها ومقدر.
  الثاني: أنه خلق الجنة والنار، وخلق لكل واحدة منهما أهلاً؛ لأن له صفة لطف وصفة قهر، كما ينبغي لكل ملك، فخلق لكل صفة مظهراً ولا يُسئل عما يفعل.
  والجواب عن الأول أن نقول: لا نسلم أنه الخالق للداعية التي هي المرجح عندكم كما مر في المقدمة، ولا نسلم أن عدم خلقه للمرجح يستلزم كونه غير مالك للعباد وأعمالهم؛ لأن معنى ملكه للشيء: أنه قادر عليه إن قلنا: إن مالكًا صفة ذات، أو مستحق للتصرف فيه إن قلنا: