مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثانية: في معناه في عرف الشرع

صفحة 3942 - الجزء 6

  وقال الرازي: ذكر أهل اللغة أنه في الأصل عبارة عما لطف وخفي سببه.

المسألة الثانية: في معناه في عرف الشرع

  وقد حققه الرازي فقال: هو مختص بكل أمر يخفى سببه ويتخيل على غير حقيقته، ويجري مجرى التمويه والخداع؛ ويدل عليه قوله تعالى: {سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ}⁣[الأعراف: ١١٦] أي: موهوا عليهم، ولقوله: {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ٦٦}⁣[الأعراف]؛ وإذا استعمل مطلقًا فهو اسم ذم، وإذا قيد فقد يكون مدحًا كقوله ÷: «إن من البيان لسحرًا». واختلف هل له حقيقة أولا؟، فقالت العترة والمعتزلة⁣(⁣١)، وأكثر الفقهاء: لا حقيقة له. وقال المازري: مذهب أهل السنة وجمهور علماء الأمة على إثبات السحر، وأن له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة.

  احتج الأولون بوجوه:

  أحدها: أن متعاطي السحر يدعي أنه يقدر بواسطة السحر على ما لا يقدر عليه إلا الله، وقد علم أنه لا يقدر على خلق الأجسام والألوان والطعم والحياة إلا الله جل وعلا، وإذا كان المراد كذلك بطل أن يكون للسحر حقيقة وتأثير.

  فإن قيل: ما الدليل على أنه لا يقدر على خلق هذه الأشياء إلا الله تعالى؟


(١) روى هذا القوال عن المعتزلة أبو حيان في البحر المحيط. تمت. مؤلف.