المسألة الثانية: [تحريم كتمان العلم]
  وروى الموفق بالله عن ابن عباس قال: قال رسول الله ÷: «صنفان من أمتي إن صلحت صلحت أمتي، وإن فسدت فسدت أمتي: الملوك، والعلماء». وأخرجه أبو نعيم في الحلية، والديلمي. قال العزيزي: بإسناد ضعيف.
  ولفظ الجامع: «إذا صلحا، وإذا فسدا»، وجعل الأمراء موضع الملوك. ولا معنى لصلاحهم بصلاح العلماء، وفسادهم بفسادهم، وكون خوف النبي ÷ على أمته منهم أعظم من غيرهم إلا لكونهم يستزلونهم بالشبه، ويغرونهم بالتلبيس لأجل ما تلبسوا به من العلم، والعلماء متبعون، ولذا قيل: زلة العالم زلة لأنه يزل بزلته أمة.
  قال الموفق بالله: فما في الدين فتنة أضر من فتنة علماء السوء، وفتنة العباد الجهال، هذا يفتي المستضعفين بعلمه، وذلك بنسكه، وخطأ العالم كانكسار السفينة تغرق ويغرق معها خلق كثير؛ ولكل أمرئ قوام، وقوام العالم في الدين الصدق، فإذا اختل قوامه فكيف يرجى به قوام غيره.
المسألة الثانية: [تحريم كتمان العلم]
  دلت الآية على تحريم كتمان العلم النافع؛ لأنه حق، ويدخل في كتمان الحق كتمان الشهادة، وكتم الفتوى، والمذاهب الصحيحة. ذكره في الثمرات. وفي معنى الآية قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ١٥٩}[البقرة - ١٥٩] وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ