المسألة التاسعة [الجواب على المرجئة في قولهم أن النار غير معدة للفاسقين]
المسألة التاسعة [الجواب على المرجئة في قولهم أن النار غير معدة للفاسقين]
  ربما قال بعض المرجئة: إن قوله تعالى: {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ٢٤}[البقرة] يدل على أن النار ليست معدة للفساق. ولا تعلق لهم بذلك؛ لأنا نقول: إن أردتم أن الآية تدل على أن العصاة لا يدخلون ناراً أصلاً فباطل؛ لأنها إنما دلت على أن هذه النار التي وقودها الناس والحجارة مخصوصة بالكافرين، وليس فيها دلالة على أنه لا نار لغيرهم من أهل الكبائر، وإن دلت بالمفهوم فالمنطوق الصحيح الصريح القاطع بخلافه، فإن المعلوم من الدين توعد العصاة بنار جهنم - أعاذنا الله منها - وقد قيل: إن النار دركات كما أن الجنة درجات؛ فيجوز أن تكون هذه النار خاصة للكافرين، ولأهل الكبائر نيران غيرها، وفي الكشاف: أن النيران شتى، منها نار توقد بالناس والحجارة؛ يدل على ذلك تنكيرها في قوله تعالى: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}[التحريم: ٦]، {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى ١٤}[الليل] قال: ولعل لكفار الجن وشياطينهم ناراً وقودها الشياطين. كما أن لكفرة الإنس ناراً وقودها هم جزاء لكل جنس بما شاكله من العذاب. وإن أردتم أن نار العصاة غير نار الكفار كما بيناه، فهو لا ينفعكم في الإرجاء، ولا يقدح في أدلة الوعيدية، هذا على أن من العلماء من ادعى دخول عصاة الأمة في هذا الوعيد.
  قال السيد أحمد بن عبد الله الشرفي في (المصابيح): أما عند قدماء أئمتنا $ وغيرهم فالفاسق داخل تحت هذا الاسم؛ إذ يسمى