المسألة الرابعة [هل يصح إطلاق معلم على الله تعالى]
  فإذا اشترك شيئان في أمر واختص أحدهما بمزية فيما هو كمال ذلك الشيء فإنه يقال: فضل عليه، كما يقال: الفرس فضل على الحمار بمعنى أنه يشاركه في قوة الحمل ويزيد عليه بقوة الكر والفر، وشدة العدو، وحسن الصورة، فلو فرض حمار اختص بسلعة زائدة لم نقل: إنه أفضل؛ لأن تلك زيادة في الجسم ونقصان في المعنى، وليست من الكمال في شيء؛ إذ الحيوان يطلب الصفاته ومعناه لا لجسمه.
  إذا فهمت هذا لم يخف عليك أن للعلم فضيلة إن أخذته بالإضافة إلى سائر الأوصاف، كما أن للفرس فضيلة إن أخذته إلى سائر الحيوانات، بل شدة العدو فضيلة في الفرس وليست فضيلة على الإطلاق، والعلم فضيلة في ذاته وعلى الإطلاق من غير إضافة، فإنه وصف كمال للّه تعالى وبه شرف الملائكة والأنبياء $، بل الكيس من الخيل خير من البليد، فهو فضيلة على الإطلاق من غير إضافة.
المسألة الرابعة [هل يصح إطلاق معلم على اللّه تعالى]
  قال الإمام المهدي وأبو هاشم، والرازي: قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ٧٥}[الحجر] لا يقتضي وصف اللّه تعالى بأنه معلم؛ إذ لا يوصف به في العرف إلا المحترف بالتحريم والتلقين(١) ولا يفيد فعل العلم بالغير.
(١) بحيث لا يفهم عند الإطلاق غيره. تمت مؤلف.