مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثامنة عشرة [حدوث العالم]

صفحة 822 - الجزء 2

  وقد أورد ابن الملاحمي اعتراضاً على هذا الوجه، وهو أن يقال: ما أنكرتم أن وجوه الأفعال تنقسم إلى ما هو كيفية في الحدوث، ككون الكلام خبراً، فلا يصح إلا في حال الحدوث، وإلى ما ليس كذلك ككونه كامنا فيصح حال البقاء.

  قلت: ويكون كونه مجتمعاً ونحوه من القسم الثاني فيصح تعلقه بالفاعل عنده.

  وأجيب بأن هذه الوجوه ليست كيفية في الحدوث؛ لأن الحدوث كيفية في الوجود وليس للكيفية كيفية، وأيضاً لو كان كون الصوت خبراً كيفية فيه لما صح وجوده إلا خبراً؛ لأن الكيفية لا تفارق ما هي كيفية فيه، ومعلوم أنه يصح أن يوجد ولا يكون كلاماً⁣(⁣١) فضلاً عن أن يكون خبرا أو أمرا أو نحوهما⁣(⁣٢) سلمنا، فقد ألزمناك كون الاجتماع كذلك⁣(⁣٣) ولم تفرق إلا بمذهبك.

فائدة [في كيفية الوجود]

  قال الإمام عز الدين #: اعلم أن كيفيات الوجود كثيرة، فمنها الحدوث والقدم؛ لأن الوجود لا يكون إلا حدوثاً أو قدماً، ومنها الحلول فيما يستحيل وجوده لا في محل كالسواد فإن حلوله كيفية


(١) ككلام النائم والساهي عند من يعتبر القصد. تمت مؤلف.

(٢) من أنواع الكلام. تمت مؤلف.

(٣) يعني أن صفاته إنما تتعلق بالفاعل حالة الحدوث فيلزم امتناع الجمع بين الجسمين حالة البقاء. تمت مؤلف.