مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثانية في أقوال الناس في حد العلم

صفحة 2806 - الجزء 5

  في العقل أو عنده⁣(⁣١)، قال: وهو شامل للصورة المطابقة وغيرها، والكليات والجزئيات لقولنا في العقل أو عنده، قال: وهذا كله بناء على أنه مدرك⁣(⁣٢) الكليات والجزئيات المجردة هو العقل، ومدرك الجزئيات المادية هو القوى الجسمانية⁣(⁣٣) وهو رأي محققي الحكماء، ووجه بناء الحد على رأيهم كون إطلاق لفظ العلم على هذا المعنى الأعم واقعاً على اصطلاحهم. ثم اعترضه بخروج علم اللّه وعلم الإنسان إن أريد بالعقل ما هو المعنى المشهور بينهم من أنه جوهر مجرد غير متعلق بالبدن، وبخروج علم اللّه فقط، إن أريد به النفس، وقد مر معناها عندهم، واعترضه أيضاً بخروج المستحيل والمعدوم، ثم قال: ولو عرف بما يحصل من المعنى المدرَك يفتح الراء للمدرك بكسرها لسلم عما ورد على تعريف الحكماء.

تنبيه: [في إطلاق العلم]

  ذكر في (الغاية) وشرحها أن العلم يطلق على معنيين أعم، وأخص، فهو بالمعنى الأعم يشمل غير الثابت من تصور أو تصديق، والمراد بغير الثابت ممكن الزوال، ومحتمل النقيض، فيدخل فيه من التصورات العلم بالمفرد الذي يمكن تغيره، والشك، والوهم، ومن التصديقات الظن والجهل المركب، واعتقاد المقلد المصيب، وأما بالمعنى الأخص فلا يتناول إلا الثابت.


(١) (أو) لبيان نوعي المحدود فلا تخل بالحد. تمت مؤلف.

(٢) هكذا في الأصل، ولعلها (أن مدرك نخ) واللّه أعلم.

(٣) هي المشاعر العشر. تمت مؤلف.