المسألة الرابعة [عظم المعصية بكثرة النعمة]
المسألة الرابعة [عظم المعصية بكثرة النعمة]
  في الآية دلالة على أن بكثرة النعم تعظم المعصية، وأن النبي ÷ كان مبعوثاً إلى بني إسرائيل.
  قال الإمام القاسم بن محمد #: وتدل على وجوب ذكر الله، والوفاء بعهد الله وهو القيام بما فرض الله، واجتناب ما حرم الله، وأن ذلك في مقابلة نعمة الله، وخشيته من عذابه.
  وقال الرازي: فيها دلالة على أنه يجب على المكلف أن يأتي بالطاعات للخوف والرجاء، وأن ذلك لابد منه في صحتها. ولعله أخذ من قوله: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ٤٠}[البقرة] بعد أمره بذكر النعمة، والوفاء بالعهد، وكان صواب العبارة أن يقول مع الخوف والرجاء؛ وما ذكره صحيح إن أراد مع الخوف والرجاء، ويشهد له قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ}[الأنفال: ٢]، وقوله: {وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ}[الإسراء: ٥٧] ونحوهما، مما يدل على أن المؤمن ليس إلا من جمع بين الخوف والرجاء، وذلك كثير كتاباً وسنة؛ وإن أراد ظاهر عبارته وأنه يأتي بالطاعات لأجل الخوف والرجاء فلا معنى له؛ إذ الواجب أن يأتي بالطاعة للوجه الذي شرعت له، كما مر في الفاتحة.