المسألة الأولى: [حسن الصبر]
  وأما المكروه فكالصبر عن الأكل والشرب والجماع، حتى يضر بدنه، أو تضرر زوجته بترك جماعها، وكالصبر على فعل المكروه.
  وأما المباح ففيما عدا ذلك، وضابطه كلما استوى طرفاه من الأفعال المخير بين فعلها وتركها. وتقسيم الصبر إلى الأحكام الخمسة مأخوذة من الأدلة السابقة وغيرها، وقد أشرنا إلى بعضها في أثناء بيان الأقسام.
خاتمة: في الأسماء التي تتجدد للصبر بالإضافة إلى متعلقه(١)
  اعلم أن الصبر ضربان:
  أحدهما: بدني، كتحمل المشاق، وهو إما بالفعل، كتعاطي الأعمال الشاقة من العبادات وغيرها(٢)، وإما بالانفعال، وهو احتمال الألم ونحوه، كالصبر على الضرب الشديد، والمرض العظيم، والجرح المؤلم، وهذا ليس بفضيلة تامة، بل قد لا توجد فيه فضيلة، ويكون من قسم المباح، وقد يكون محمودًا ومذمومًا بحسب مطابقة الشرع وعدمها.
  والثاني: نفساني، وهذا هو الصبر التام، الذي يتعلق به كمال الفضيلة، فإن كان صبرًا عن مشتهى سمي عفة، وضده الفجور، والزنا، والشره، والدناءة، ووضاعة النفس، وقيل: إنما يسمى عفة إن كان صبرًا عن شهوة الفرج المحرمة، وضده ما مر، فإن كان عن شهوة البطن
(١) وهو ما عنه الصبر. تمت. مؤلف.
(٢) كالمشي ورفع الحجر. تمت. مؤلف.