المسألة السابعة عشر المتعلقة بقول الله تعالى: {الحمد لله رب العالمين 2}: أنواع العالم
الموضع الرابع: في ذكر بعض تقاسيم الأعراض
  اعلم أنها تنقسم إلى أقسام كثيرة، وقد بسط القول في ذلك الإمام المهدي # في (رياض الأفهام) وشرحه (الدامغ)، ونحن نأتي من تلك القسم بما لا ينبغي جهله، فنقول:
  منها: أنها تنقسم إلى ما يدرك بإحدى الحواس الخمس وإلى ما لا يدرك، فالمدرك الألوان والطعوم والأرائح والحرارة والبرودة والأصوات والآلام.
  وحكى الإمام المهدي # الاتفاق بين الشيوخ على ذلك. واختلف في الأكوان والتأليف والرطوبة واليبوسة، فقال أبو علي في قديم قوليه: كلها مدركة.
  وقال الإمام المهدي وأبو هاشم: لا. قال أبو هاشم: والاعتماد مدرك لمساً، وقال الإمام المهدي وأبو علي والقاضي: لا.
  قال الإمام المهدي #: وما عدا هذه من الأعراض فغير مدرك كالظن والاعتقاد والشهوة والنفرة والحياة والقدرة والنظر اتفاقا.
  قلت: الذي حكاه الإمام أحمد بن سليمان # عن أهل البيت $ أن الأعراض كلها مدركة إلا الحركات، وقال: لا خلاف بينهم في ذلك، وفي أن المدرك بالحواس تسعة، ذكر السبعة المتفق عليها وزاد الرطوبة واليبوسة، ورد الشرفي قوله: إن الحركات غير مدركة بأنها مدركة بحاسة البصر؛ لأن الحركة مرور الجسم في الهواء، والسكون ضده وهو استقراره وقتاً فصاعداً، والاجتماع عدم تفرقه، والافتراق ضده وهو مدرك.