المسألة الحادية عشرة [قبح الكبر]
  لا يدرى أمن سني الدنيا أم من سني الآخرة عن كبر ساعة واحدة، فمن ذا بعد إبليس يسلم على الله بمثل معصيته؟ كلا ما كان الله سبحانه ليدخل الجنة بشراً بأمر أخرج به منها ملكاً، إن حكمه في أهل السماء والأرض لواحد، وما بين الله وبين أحد من خلقه هوادة في إباحة حمى حرمه على العالمين). رواه في (النهج) والهوادة: الموادعة والمصالحة.
  وقال القاسم بن إبراهيم #: يا بني اجتنب الكبر فإنه رداء الجبار المعطل للديار، والمحل لصاحبه دار البوار، والمغير للأنعام والمعجل للانتقام.
  وهذا القدر كاف في هذا الموضع في بيان قبح الكبر والتحذير منه؛ نسأل الله السلامة واللطف والمعونة على دفع كيد الشيطان، وسائر دواعي عصيان الرحمن.
تنبيه [في ذكر معاني حديث الكبر]
  ظاهر قوله ÷: «لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ...» إلخ التناقض؛ لأن المقصود بالإيمان المذكور التصديق، ولا يخلو كثير من المتلبسين بالكبر من تصديق ما بالله وبرسوله، بل إبليس هو رأس المستكبرين لا يخلو من تصديق، بل الظاهر من حاله التصديق والمعرفة، وأن كفره إنما كان بسبب استكباره، وعدم امتثاله، وهكذا غيره فيلزم أن يكون الشخص الواحد مستحقا لدخول النار وغير مستحق لذلك في حالة واحدة. وهو محال.