مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثانية: [نفي الكذب عن الله تعالى]

صفحة 3784 - الجزء 6

المسألة الثانية: [نفي الكذب عن الله تعالى]

  قوله تعالى: {فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ}⁣[البقرة: ٨٠] يدل على أن الله تعالى منزه عن الكذب؛ وهذا متفق عليه بين العدلية والأشعرية، وإن اختلفوا في التعليل، فعندنا أن علة ذلك أنه تعالى عالم بقبح القبيح وغني عنه، وعالم باستغنائه عنه، ومن كان بهذه الصفة لا يجوز منه فعل القبيح، والكذب قبيح لأنه كذب؛ فلا يجوز من الله فعله.

  وعند الأشعرية أن العلة هي كون الكذب صفة نقص، والنقص على الله تعالى محال.

  نعم، والعهد هنا قيل: هو الوعد، وعليه فقد يقال: تخصيصه بالذكر يدل على نفي ما عداه، فيؤخذ منه جواز الخلف في الوعيد، والعقل يطابقه؛ لأن الخلف في الوعد لؤم، وفي الوعيد كرم.

  وجوابه: أن الدليل المذكور قاض بقبح جميع أنواع الكذب، وقد تقدم البحث في هذا في الفاتحة.

المسألة الثالثة: [دلالة الآية على خلود أهل الكبائر]

  قال أبو علي: في الآية دليل على أن الله تعالى لم يكن وعد موسى ولا من بعده من الأنبياء بخروج أهل الكبائر من النار، وإلا لما أنكر على اليهود مقالتهم هذه.

  قلت: ودلالتها على هذا واضحة؛ لأنه تعالى أنكر مقالتهم هذه،