المسألة العشرون [تأكيد اختصاص المتقين بالفلاح]
  بالقرآن على ما تقدم من بيان كيفية الإيمان به، وأنه لا يؤمن به إلا من حلاله، وحرم حرامه، فهو لا شك من المفلحين لقيامه بأحكام رب العالمين، وتأسيس عقائده على قواعد اليقين.
  واعلم أنه لا يحصل الإيمان بالقرآن على وجهه إلا بالرجوع إلى مشكلاته، وبيان غامض علومه إلى من أمر الله بالرجوع إليهم، وهم علي بن أبي طالب وَوَلده عترة النبي ÷ فإنه لا فلاح لمن خالفهم، ولا نجاة لمن عاندهم، كما نطقت بذلك الآثار، وتواترت به الأخبار، وفي الحديث عن علي # قال لي سلمان: قلما اطلعت على رسول الله ÷ وعنده علي # إلا ضرب بين كتفيه فقال: «يا سلمان، هذا وحزبه هم المفلحون».
  وقال ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي ...» الخبر، وقال علي #: (نحن آل محمد نجاة كل مؤمن).
المسألة العشرون [تأكيد اختصاص المتقين بالفلاح]
  قال في الكشاف: انظر كيف كرر الله ø التنبيه على اختصاص المتقين بنيل ما لا يناله أحد على طرق شتى، وهي ذكر اسم الإشارة وتكريره، وتعريف المفلحين، وتوسط الفصل بينه وبين أولئك؛ ليبصرك مراتبهم، ويرغبك في طلب ما طلبوا، وينشطك لتقديم ما قدموا، ويثبطك عن الطمع الفارغ، والرجاء الكاذب، والتمني على الله ما لا تقتضيه حكمته، ولم تسبق به كلمته.