المسألة الأولى: [دلالة اللآية على حسن التكليف]
  قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ ٨٣}[البقرة]
  في الآية مسائل:
المسألة الأولى: [دلالة اللآية على حسن التكليف]
  جعل الله تعالى هذه التكاليف من جملة النعم على بني إسرائيل؛ فتدل على أن التكليف إحسان ونعمة تفضل الله بها على المكلفين؛ وهذا تأكيد للدليل العقلي في حسن التكليف، وقد مر في أول الفاتحة وفي الثانية عشرة من مسائل قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ}[البقرة: ٧].
المسألة الثانية: [حسن الإحسان إلى المؤمن والعاصي]
  ظاهر الآية أنه لا فرق في حسن الإحسان إلى الوالدين والأقربين واليتامى والمساكين بين المؤمن والعاصي، ولو كافرًا، يؤكده قوله تعالى: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}[لقمان: ١٥] وقوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ}[الإنسان: ٨] ظاهر، وفي الحديث: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق»، «وما كان على غير أمرنا فهو رد» وقال تعالى: {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ٢٢٩}[البقرة].