مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

مسائل مهمة تتعلق بجملة سورة الفاتحة

صفحة 1185 - الجزء 2

  وعن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول ÷: «خذوا القرآن من أربعة: من ابن أم عبد، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وسالم مولى أبي حذيفة». رواه أحمد والبخاري، والترمذي وصححه، وفي أمالي المرشد بالله عن أبي أمامة عن أبي بن كعب: أن جبريل أتى النبي ÷ فقال: يا محمد انت أبياً فاقرئه مني السلام، واقرأ عليه القرآن، فأتى رسول الله ÷ أبياً فقال: «يا أُبي إن جبريل يقرئك السلام»، فقال أُبي: و #، وعلى رسول الله، فقال رسول ÷: «إن جبريل أمرني أن أقرأ عليك القرآن»، فقرأ عليه في تلك الليلة التي قبض فيها.

  وعن أنس: قال رسول الله ÷ لأُبي: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا}⁣[البينة: ١] وفي رواية: «أن أقرأ عليك قرآناً»، قال: وسماني لك؟ قال: «نعم»، قال: فبكى. متفق عليه.

  وهذا يدل على أنه كان حاذقاً بالقرآن، وإلا لما خص بقراءة النبي ÷، وقد أخذوا منه استحباب قراءة القرآن على الحذاق فيه، وأهل العلم به والفضل، وإن كان القارئ أفضل.

  قلت: وفي هذه الأخبار دلالة لمذهب من قال بصحة الصلاة بما صح من القراءة وإن خالفت السبع أو العشر؛ لأن ثناء النبي ÷ على قراءة هؤلاء وأمره بالأخذ عنهم وقراءته على أبي المفيدة لكونه عالماً بالقرآن، يدل على صحة الصلاة بما صح عنهم وإن خالف ما قاله الجمهور، ومن صحح الصلاة بقراءتهم صححها بما صح عن غيرهم من علماء الدين المعتبرين؛ إذ لا فارق مع استوائهم في التحرز