مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين 8}

صفحة 1739 - الجزء 3

  وقال: رواه أبو يعلى، وقال في (مجمع الزوائد): ورجاله أي هذا الخبر ثقات. والفروج⁣(⁣١) والرخا بالخاء المعجمة: الخير والسعة، وقوله: والأخر شر تعريض بعلي #. وقال في (الاعتصام): نقل الحاكم، قال: حدثني بكر بن محمد الصيرفي بمرو، حدثنا محمد بن موسى الترمذي، حدثنا المفضل بن عيشان، حدثنا علي بن صالح، حدثنا موسى بن عبدالله بن حسن بن حسن، عن إبراهيم بن عمر، عن عبد الله التيمي، حدثنا القاسم بن محمد، قالت عائشة: جمع أبي الحديث عن رسول الله ÷ فكانت خمسمائة حديث، فبات ليلة يتقلب كثيراً، قالت: فغمني، فقلت: أتتقلب لشكوى، أو لشيء بلغك؟ فلما أصبح قال: أي بنية، هلمي الأحاديث التي عندك، فجئته بها، فدعا بنار فحرقها، فقلت: لم حرقتها؟ قال: خشيت أن أموت وهي عندي، فيكون فيها أحاديث من رجل قد ائتمنته، ووثقت به، ولم يكن كما حدثني، فأكون قد نقلت ذلك. وقال الذهبي: قد كان عمر من وجله أن يخطئ الصاحب على رسول الله ÷ يأمرهم أن يقلوا الرواية عن نبيهم ÷، ولئلا يتشاغل الناس بالأحاديث عن حفظ القرآن. وروى ابن أبي الحديد وغيره كثيراً من تكذيب بعضهم لبعض، وقدح بعضهم في بعض، هذا أمير المؤمنين قال: لا يجد أكذب على رسول الله ÷ من أبي هريرة، وضربه عمر بالدرة، وكذبته عائشة، وكذا غيره، وبالجملة، إن الأمر في ذلك معلوم لمن بحث. وقال الحاكم في كتاب معرفة أصول الحديث: وقد جرح وعدل أبو بكر،


(١) الفروج بالجيم الديك الصغير. تمت مؤلف.