تفسير قوله تعالى: {يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون 9}
  قوله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ٩}[البقرة]
  الخديعة: المكر والحيلة، وأصله في اللغة: الإخفاء، ومنه مخدع البيت للمنزل الذي يحرز فيه الشيء ويخفى، وقيل: أصله الفساد.
  والنفس لها في لغة العرب معان: ذات الشيء، يقال: هذا نفس كلامك، أي ذاته، والروح. يقال: فاضت نفس فلان، أي روحه، ذكر هذين المعنيين القاسم بن إبراهيم، والهادي @، وصاحب القاموس، وغيره من أئمة التفسير واللغة، وزادوا لها معاني أخر، وهي: بمعنى الدم، ومنه: ما لا نفس له سائلة لا ينجس، والماء لشدة حاجة النفس إليه وغير ذلك. والمراد هنا المعنى الأول؛ وقد جعل الهادي لفظ النفس في نحو هذا التركيب صلة زائدة، وقال: إن العرب قد تدخل لفظ النفس صلة في كلامها، مثل: ما ولا، وليس لها معنى عندهم غير تحسين الكلام. قال: ومنه قول الرجل لصاحبه: أتيتني بنفسك، أي أتيتني أنت لا غيرك، كما يقول: ما منعك أن لا تأتيني، يريد ما منعك أن تأتيني، فأدخلت لا صلة. والشعور: علم الشيء علم حس من الشعار وهو ثوب يلي الجسد. وقال: أبو حيان الشعور: إدراك الشيء من وجه يدق، مشتق من الشَّعر، والإدراك بالحاسة مشتق من الشعار وهو ثوب يلي الجسد؛ ومشاعر الإنسان حواسه. وتفسيره للشعور يوافقه تفسير القرطبي له بالفطنة. وفي الآية مسائل: