تفسير قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون 21 الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من
  قوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ٢١ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٢٢}[البقرة]
  الخلق لغة: التقدير، خلقت الأديم، أي قدرته، ويستعمل في إبداع الشيء على غير مثال ولا احتذاء. وقال قطرب: الخلق هو الإيجاد على تقدير وترتيب. وقال أبو حيان: معنى الخلق، والإيجاد، والإحداث، والإبداع، والاختراع، والإنشاء متقارب، وجعل: لفظ عام في الأفعال كلها، وهو أعم من صنع، وفعل، وسائر أخواتها. قاله الراغب، وقال: إنه يتصرف على خمسة أقسام:
  أحدها: بمعنى صار، وطفق، فلا يتعدى، نحو: جعل زيد يقول كذا.
  والثاني: بمعنى أوجد، فيتعدى إلى واحد نحو: {وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ}[الأنعام: ١].
  قلت: وهذا بمعنى خلق، نص عليه القرطبي.
  الثالث: بمعنى إيجاد شيء من شيء وتكوينه منه، نحو: {جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا}[النحل: ٧٢].
  الرابع: بمعنى تصيير الشيء على حالة دون حالة، نحو: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا}[البقرة: ٢٢].