المسألة الرابعة عشرة [في نفي الشريك لله تعالى]
  قال: ويدخل في معنى الاحتطاب جميع الأشغال من الصنائع، وغيرها، فمن أحوج نفسه إلى بشر مثله بسبب الحرص، والأمل والرغبة في زخرف الدنيا فقد أخذ بطرف من جعل لله نداً.
المسألة الرابعة عشرة [في نفي الشريك لله تعالى]
  دلَّ قوله تعالى: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا}[البقرة: ٢٢] على أنه لا يجوز أن يجعل لله شريك.
  قال ابن عباس: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا}[البقرة: ٢٢] أي لا تشركوا به غيره من الأنداد التى لا تضر ولا تنفع {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٢٢} أنه لا ربَّ لكم يرزقكم غيره، ونحوه عن قتادة، وفسره ابن مسعود بالأكفاء من الرجال يطيعونهم في معصية الله.
  وعن ابن عباس: الأنداد الأشباه، وهذه الأقوال متقاربة في المعنى، وفي أمالي أبي طالب: أخبرنا العبدكي(١) ثنا ابن يزداذ، ثنا يونس بن حبيب، ثنا الطيالسي، ثنا شعبة، أنا واصل، سمعت أبا وائل يحدث، عن عبد الله قال: سألت رسول الله ÷ أَيُّ الذنب أعظم؟ قال: «أن تجعل لله نداً وهو خلقك». وأخرج ابن أبي حاتم عن عوف بن عبدالله قال: خرج النبي ÷ ذات يوم من المدينة فسمع منادياً ينادي للصلاة فقال: الله أكبر الله أكبر، فقال رسول الله ÷: «على الفطرة» فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: «خلع الأنداد». وأخرج ابن أبي شيبة،
(١) هو محمد بن علي، وابن يزداذ هو محمد بن يزداذ. تمت مؤلف.