تفسير قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين 23 فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار الت
  قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٢٣ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ٢٤}[البقرة: ٢٤ - ٢٣].
  الريب: الشك، والعبد: مأخوذ من التعبد وهو التذلل، فسمي المملوك من جنس ما يفعله؛ ولما كان مقام عبادة الله والتذلل له مقام. شريفا سمى نبيه محمداً ÷ عبداً، وأضافه إلى نفسه تشريفاً لمقامه، وتعظيماً لشأنه، والسورة: واحدة السور وهي طائفة من القرآن مترجمة، وأقلها ثلاث آيات، وهي مأخوذة من سور البلد؛ لأنها محيطة بطائفة من القرآن، وبفنون من العلم. كاحتواء سور البلد على ما فيها، أو من السورة التي هي الرتبة؛ لأن سور القرآن في أنفسها رتب من حيث الفضل والشرف، أو من حيث الطول والقصر، أو من حيث ارتقاء القارئ إليها شيئاً فشيئاً، وعلى هذه الوجوه فواوها أصلية، وقيل: هي مبدلة عن همزة فمعناها البقية من الشيء؛ ولا يخفى ما فيه. والشهداء: الأعوان والنصراء، والوقود بالفتح: الحطب، وبالضم: ما يتوقد، والحجارة: قيل: هي حجارة الكبريت، وقيل: الأصنام، وفي كلام الرازي ما يدل على أنها سائر الأحجار. وفي هذه الجملة مسائل: