المسألة الرابعة [شبهة الاحتجاج بالآية على نفي عذاب القبر]
الحكاية الرابعة
  رواها الفقيه العلامة صالح بن مهدي المقبلي في كتابه (المنار) الذي وضعه على (البحر الزخار) وقال: إنه قد صح سندها عن بعض أشراف مكة، وكان يسكن(١) القنفذة، على نحو عشر مراحل من مكة من جهة اليمن، والحكاية أن الشريف دخل مكة وإذا بهندي فقير بفناء بيته قد حضره الموت، فطلب من خدم الشريف عصيدة لينة ففعلوا له، فانفرد بنفسه وأنفق أشراف الشريف عليه من بيته(٢)، وإذا هو يستعين بالعصيدة على إدخال الدنانير إلى باطنه، ثم عقب ذلك الموت، فعرف قبره وقال لخدمه: احفروا عنه وابقروا بطنه وخذوا الدنانير، قال: وكان عندهم في جهة القنفذة رجل أسود تكروري يتعلم القرآن، ويكتب بلوح، يعرفونه(٣)، فلما فتحوا قبر الهندي إذا بالتكروري مدفون وحده ومعه لوحه، وقد خلفوا التكروري حياً، فعلموا أن التكروري قد مات، فلما رجعوا من مكة سألوا عن التكروري فقالوا: مات، فذهبوا إلى قبره للاختبار فحفروا قليلاً ومنعتهم النار من باطن القبر، فعلموا أنه الهندي.
  قلت: وفي هذه الحكاية مع إثبات عذاب القبر فوائد:
  منها: أن العصاة المستوجبين للعذاب ينقلون من مكة المكرمة إلى غيرها، وأن المؤمنين قد ينقلون إليها.
(١) أي بعض الأشراف. تمت مؤلف.
(٢) مجلسه. تمت مؤلف.
(٣) أي يعرفون التكروري. تمت مؤلف.