مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الأولى في [(ما) الموصولة ودلالتها على العموم]

صفحة 2693 - الجزء 5

  قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٢٩}⁣[البقرة].

  فيه مسائل:

المسألة الأولى في [(ما) الموصولة ودلالتها على العموم]

  دلت الآية الكريمة على أن (ما) الموصولة موضوعة للعموم لتقييدها بقوله: {جَمِيعًا}، ووجه الدلالة أن قوله: {جَمِيعًا} حال منها يفيد التوكيد وهو موضوع للعموم، فلو لم تكن ما موضوعة للعموم لم يجز تأكيدها به على ما مر تقريره في قوله تعالى: {الْعَالَمِينَ ١٢٢} وفي قوله: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٢٠}⁣[البقرة] وهذا قول الجمهور. وفي حكمها سائر الأسماء الموصولة إذا لم يرد بها العهد، وكذلك (ما) الاستفهامية، نحو ما صنعت؟ والشرطية، نحو: ما فعلت فعلت. والخلاف في ذلك كله لمن قال: ليس في اللغة لفظ يفيد العموم أصلاً وللمتوقفين وغيرهم، وقد مر تحقيق الخلاف في قوله: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٢٠}⁣[البقرة].

  ومن أدلة عموم هذه اللفظة ونحوهما ما مر من صحة الاستثناء من مدخولها، ونحوه. وفي الآية رد على القائلين بأنه لا عموم في الأخبار.

  نعم، و (ما) بأقسامها موضوعة لما لا يعقل.