مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين 34}

صفحة 2873 - الجزء 5

  قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ٣٤}⁣[البقرة].

  السجود في اللغة: التذلل والخضوع، وقال ابن السكيت: هو الميل، وقال الراغب: أصله التطامن والتذلل، ويشهد له قول الشاعر:

  يجمع تضل البلق في حجراته ... ترى الأكم⁣(⁣١) فيها سجداً للحوافر

  يريد أن الحوافر تطأ الأكم، فجعل تأثر الأكم للحوافر سجوداً، وقال بعضهم: السجود ميل رأسه وانحنى، قال الشاعر:

  سجود النصارى لأحبارها

  يريد انحناءهم، قال أبو عبيدة: وأنشدني أعرابي من بني أسد:

  وقلنا له أسجِدْ لليلى فأسجدا

  يعني البعير إذا طأطأ رأسه، ويقال: غير ساجدة أي فاترة. قال الراغب: وجعل ذلك - يعني السجود - عبارة عن التذلل لله وعبادته، وهو في الإنسان والحيوانات والجمادات، ويكون بالاختيار وليس إلا للإنسان وبه يستحق الثواب وبغير اختيار ويسمى سجود تسخير


(١) الأكم الجبال الصغار. تمت مؤلف.