تفسير قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين 34}
  قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ٣٤}[البقرة].
  السجود في اللغة: التذلل والخضوع، وقال ابن السكيت: هو الميل، وقال الراغب: أصله التطامن والتذلل، ويشهد له قول الشاعر:
  يجمع تضل البلق في حجراته ... ترى الأكم(١) فيها سجداً للحوافر
  يريد أن الحوافر تطأ الأكم، فجعل تأثر الأكم للحوافر سجوداً، وقال بعضهم: السجود ميل رأسه وانحنى، قال الشاعر:
  سجود النصارى لأحبارها
  يريد انحناءهم، قال أبو عبيدة: وأنشدني أعرابي من بني أسد:
  وقلنا له أسجِدْ لليلى فأسجدا
  يعني البعير إذا طأطأ رأسه، ويقال: غير ساجدة أي فاترة. قال الراغب: وجعل ذلك - يعني السجود - عبارة عن التذلل لله وعبادته، وهو في الإنسان والحيوانات والجمادات، ويكون بالاختيار وليس إلا للإنسان وبه يستحق الثواب وبغير اختيار ويسمى سجود تسخير
(١) الأكم الجبال الصغار. تمت مؤلف.