مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثانية [تفضيل الأنبياء]

صفحة 2883 - الجزء 5

الموضع الأول في ذكر الخلاف

  فنقول: ذهب أهل العدل كافة قال ابن لقمان: إلا من شذ منهم - إلى أن الملائكة $ أفضل من الأنبياء $ هكذا أطلقت الرواية عن أصحابنا، وقال الشرفي: هو قول أهل البيت $ وشيعتهم والمعتزلة، ونسبه الرازي إلى المعتزلة، والباقلاني، والحليمي، ومثله في (المواقف) وزاد: الفلاسفة، وزاد الرازي: جمهور الشيعة، وقال أكثر أهل السنة: بل الأنبياء أفضل، ونسبه ابن أبي الحديد إلى أهل الحديث والأشعرية، وفي (الأساس) إلى الأشعرية جميعاً وغيرهم في (المواقف) إلى الشيعة، قال في شرحه وشرح ابن لقمان: وأكثر أهل الملل.

  وروى الإمام المهدي عن الإمامية أن الأنبياء والأئمة أفضل من الملائكة، ونحوه حكاه ابن أبي الحديد وحكي عن قوم منهم والحشوية أن المؤمنين أفضل من الملائكة. وقيل: بتفضيل نبينا خاصة. وقيل: لا فضل للملائكة؛ لأنهم مجبرون ومال إليه المفتي، هكذا نقل الخلاف.

  وقد زيف ابن أبي الحديد نسبة القول بتفضيل الملائكة مطلقاً على الأنبياء مطلقاً إلى المعتزلة، وأتى لهم بتفصيل، فقال في شرحه على (النهج): قال أصحابنا: نوع الملائكة أفضل من نوع البشر، والملائكة المقربون أفضل من نوع الأنبياء، وليس كل ملك عند الإطلاق أفضل من محمد ÷ بل بعض المقربين أفضل منه، وهو # أفضل من ملائكة أخرى غير الأولين، وكذلك القول في موسى وعيسى وغيرهما من الأنبياء $، قال: والذي يحكيه قوم