مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة السابعة [في موضع الاستعاذة]

صفحة 276 - الجزء 1

  ويقرأ، وهو قول ابني الهادي المرتضى والناصر @، وأبي العباس، ورواه عن القاسم أيضاً لأن الاستفتاح من القرآن، وهو: وجهت وجهي ... إلخ، والتعوذ قبل القراءة لما مر، ولقوله ÷: «إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس» فلو دخل فيها التعوذ لبطلت للخبر، واحتج في (الجامع الكافي) للقاسم # بقوله تعالى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا} إلى قوله: {وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ١١١}⁣[الإسراء].

  وروى في (الجامع الكافي) عن زيد بن علي، وحسين بن عبد الله أن التعوذ قبل التكبير، وهو قول الناصر، فإنه قال: يستفتح ثم يتعوذ ثم يكبر، واحتج له في (البحر) بقوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ}⁣[النحل: ٩٨] والفاء للتعقيب، ولعل الأولى الاحتجاج له، ولزيد، وحسين بن عبد الله بحديث: «إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس» وإطلاق بعض الأحاديث عن تقديم التكبير على التعوذ نحو ما في بعض نسخ (المجموع) عن علي # أنه كان إذا استفتح الصلاة قال: «وجهت وجهي ...»⁣(⁣١) الخبر، ولم يذكر التكبير ونحوه، إلا أنه يرد على الأول بأن المراد بكلام الناس ما لم يرد به الشرع؛ إذ ليس على إطلاقه، وعلى الثاني بأنه قد ورد التقييد بتقديم التكبير على الاستفتاح والتعوذ في عدة أحاديث كما تقدم، والواجب حمل المطلق على المقيد إذا وردا في حكم واحد.

  وروي عن القاسم # أنه يبدأ بالاستفتاح ثم التكبير ثم التعوذ،


(١) المجموع ص (١٠٣).