تفسير قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين 34}
  وذلك لا يدل على كون آدم أفضل من الملائكة، فإن الملك قد ينكل ببعض خواصه حيث أمره بأمر يتعلق ببعض ضعفاء رعيته فخالف، ولا يدل ذلك التنكيل والإبعاد على كون ذلك الضعيف الذي هو سبب في التنكيل أفضل من خواص الملك ووجوه أصحابه.
  واحتجوا أيضاً من السنة بما روي أن جبريل # أخذ بركاب محمد - ÷ حتى أركبه على البراق ليلة المعراج، وبقوله ÷: «إن لي وزيرين في السماء، ووزيرين في الأرض، أما اللذان في السماء: فجبريل، وميكائيل، وأما اللذان في الأرض: فأبو بكر وعمر»(١). والمخدوم أفضل من الخادم، والملك أفضل من الوزير.
  وأجيب: أن الخبرين من أخبار الآحاد على أن الثاني معارض بما تواتر من أن وزير النبي ÷ علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه في الجنة، والأول لو صح فهو لا يقتضي تفضيل محمد صلى اللّه عليه وعلى آله على جبريل #، لجواز أن يكون ذلك تواضعاً وللضرورة؛ لأنه قد ورد في بعض الروايات أن البراق استصعب حين أراد النبي ÷ الركوب.
  احتج من قال بتفضيل نبينا ÷ خاصة بأن مقام محمد ÷ عظيم، كما دل على ذلك الآيات والأخبار،
(١) هذا من الروايات الضعيفة التي روج لها الأمويون.