مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة العاشرة [قبح رد أوامر الله تعالى]

صفحة 2928 - الجزء 5

المسألة العاشرة [قبح رد أوامر الله تعالى]

  دلت الآية على قبح رد أوامر الله تعالى، والاستكبار عنها، وعظم موقعها عند الله.

  قال ابن جرير: وهذا وإن كان من الله جل ثناؤه خبراً عن إبليس فإنه تقريع لضربائه من خلق الله الذين يتكبرون عن الخضوع لأمر الله، والانقياد لطاعته فيما أمر ونهى، والتسليم له فيما أوجب لبعضهم على بعض من الحق، ويدخل في ذلك اليهود الذين كذبوا برسول الله ÷ مع معرفتهم لصفته، وعلمهم بنبوته. بغياً وحسداً، قال: فقرعهم الله بخبره عن إبليس، فإن فعله نظير فعلهم من التكبر والامتناع والحسد، هذا معنى ما ذكره ابن جريره وفي الحديث عنه ÷: «ثمانية هم أبغض خلق الله إليه يوم القيامة: السفارون وهم الكذابون، والمختالون وهم المستكبرون، والذين يكنزون البغض لإخوانهم في صدورهم فإذا أتوهم تخلقوا لهم، والذين إذا دعوا إلى الله ورسوله كانوا بطاء، وإذا دعوا إلى الشيطان وأمره كانوا سراعاً، والذين لا يشرف لهم طمع من الدنيا إلا استحلوه بأيمانهم وإن لم يكن لهم نحو ذلك، والمشاؤون بالنميمة، والمفرقون بين الأحبة الباغون للبراء الدحضة، أولئك يقذرهم الرحمن ø». رواه ابن حجر الهيثمي في الزواجر، ونسبه إلى أبي الشيخ، وابن عساكر، والدحضة: الزلقة استعارها لطلب العيب؛ لأن صاحبه يزلق به عن رتبته، والمعنى: أنهم يطلبون للبراء ما يسقط به منزلته.