تفسير قوله تعالى: {وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين 35}
  قوله تعالى: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ٣٥}[البقرة].
  السكون لغة: ثبوت الشيء بعد تحرك، ويستعمل في الاستيطاني نحو سكن فلان مكان كذا قاله الراغب، وقال الزمخشري: السكني من السكون؛ لأنه نوع من اللبث والاستقرار، وقال أبو حيان: السكنى راجع إلى السكون وهو عدم الحركة، وكأن الساكن في المكان للبثه واستقراره فيه غير متحرك بالنسبة إلى غيره من الأماكن.
  قلت: وفي تفسيره السكون بعدم الحركة نظر، لما مر في الفاتحة من أن السكون أمر وجودي عند المتكلمين لا عدمي، وهم لا يخالفون اللغة سيما في مثل هذه اللفظة فإنهم جعلوها أحد الأدلة على حدوث الأجسام من حيث أن الجسم لا ينفك عن الحركة والسكون، وهما عرضان محدثان، وما لا ينفك عن المحدث فهو محدث، ولأن الأولى أن يقال: هو ضد الحركة، وقد دل كلام الزمخشري والراغب على أنه أمر وجودي. فتأمل.
  قال الراغب: والسكنى أن يجعل له السكون في دار بغير أجرة.
  والزوج المراد به هنا الزوجة يستعمل فيها بهاء وغيرها.
  قال ابن جرير: واستعماله بالهاء أكثر في لغة العرب.