مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم 37}

صفحة 3044 - الجزء 5

  فأوحى الله: يا آدم إنك دعوتني بدعاء فاستجبت لك فيه، ولن يدعوني به أحد من ذريتك إلا استجبت له وغفرت له ذنبه، وفرجت همه وغمه، واتجرت له من وراء كل تاجر، وأتته الدنيا راغمة وإن كان لا يريدها».

  قلت: وجعل هذا الدعاء تفسيراً للكلمات مأخوذ من قوله في الرواية الأولى: فألهمه الله هذا الدعاء.

  القول السابع: ما رواه في كتاب الذكر لمحمد بن منصور المرادي، قال فيه: حدثنا محمد قال: ثنا عباد بن يعقوب، عن أبان عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: «لما أصاب آدم الخطيئة فزع إلى كلمة الإخلاص فقال: لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك خير الغافرين سبحانك وبحمدك عملت سوءاً وظلمت نفسي فارحمني إنك أنت أرحم الراحمين، لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءاً وظلمت نفسي، فتب علي إنك أنت التواب الرحيم».

  وأخرج ابن عساكر من طريق جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس: «إن آدم # طلب التوبة مائتي سنة حتى أتاه الله بكلمات ... ولقنه إياها، قال: بينا آدم # جالس يبكي واضع راحته على جبينه ... إذ أتاه جبريل # فبكى آدم وبكى جبريل لبكائه، فقال: يا آدم ما هذه البلية التي أجحف بك بلاؤها وشقاؤها؟ وما هذا البكاء؟ قال: يا جبريل، وكيف لا أبكي وقد حولني ربي من ملكوت السماوات