مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون 41}

صفحة 3241 - الجزء 5

  فإذا زدت فهو خير لك» قلت: النصف قال: «ما شئت، فإذا زدت فهو خير لك». قلت: أجعل لك صلاتي كلها. قال: «إذاً تكفى همك، ويغفر ذنبك قيل لأبي جعفر محمد بن علي: كيف يجعل له صلاته؟.

  قال: إذا افتتح الدعاء فصلى على النبي ÷. والحديث أخرجه أحمد، والترمذي، والحاكم وصححه، وقال الترمذي: حسن صحيح.

  فلو كان التأثير بهم بالقرب مكروهاً ما قرر النبي ÷ أبي بن كعب على ذلك، على أن المؤثر ينال بسبب التأثير من الثواب والأجر العظيم، ونيل مطلوبه أعظم من ما آثر به، كما يدل عليه حديث أبي وغيره.

  والمراد بالصلاة أن المؤثر بها في حديث أبي الدعاء، كما يُفهم من الحديث، ومن تفسير أبي جعفر #، وقيل: بل المراد بها ذات الأذكار والأركان ترجيحا للحقيقة الشرعية على اللغوية. وهو بعيد وأيهما كان فهو من التأثير بالقرب. فإن قيل: جعل الأجير ثواب تلاوته للغير زهد في الثواب. قيل: لو كان ذلك زهداً في الثواب لنبه النبي ÷ من أخذ الأجرة على الرقية، ولأعلمه بما هو الأولى في حقه والا وجب على أن الزهد في الثواب إذا لم يكن على جهة الاستخفاف لا يقتضي تحريم الأجرة، غاية الأجرة أن يكون الترك أولى، وليس بمحل النزاع، ولا يبعد أن يكون ثواب التكسب على النفس والعيال من هذا الوجه الحلال مساوياً لثواب التلاوة،